الوضع البيئي باوريكة كارثي ومقلق

تعرف العديد من الدواوير والأحياء السكنية بمنطقة أوريكة كدوار تكمي نومزيل (الحداد) والحاجب وبوتبيرة ... منذ أشهر إن لم نقل سنوات تراكم النفايات المنزلية و التي أفرزت نقط سوداء او مطارح صغيرة وعشوائية والتي دفعت المواطنين إلى البحث عن أجوبة “مقنعة” لدى المصالح المعنية وكذا مسؤلي النظافة المكلفين بضمان نظافة محيط المنطقة عن سبب عدم جمعها، النفايات التي تراكمت في زوايا الشوارع والأزقة البعيدة عن مركز الجماعة وفي الأماكن السكنية جعلها تتحول إلى مطارح أو نقاط سوداء ما أثار استياء المواطنين والزوار وكذا مصالح الجماعة التي أكدت لنا أنها ” لا تتهرب” من المسؤولية لكن الأمر فوق طاقة الجماعة .


لكن وجود هذه النقاط السوداء داخل الدواوير والأحياء السكنية،  تفرز روائح كريهة وحشرات والغازات السامة منها جراء الحرائق اليومية التي تشكل خطرا على صحة المواطنين والبيئة المحيطة، عوامل جعلت من هذ النقاط مبعث قلق يقض مضجع الساكنة بهذه المنطقة، هي مخاوف جعلت الساكنة المحلية لا تتوقف عن طرح الكثير من الأسئلة وفي أكثر من مناسبة، حول خطورة الوضع، مطالبين من المتدخلين المحليين والإقليميين من أجل إيجاد حل يضع حدا لمعاناتهم، جراء تواجد هذه المطارح التي باتت مصدرا للعديد من المشاكل الصحية والبيئية بالمنطقة.

غير أن مواجهة الإكراهات الصحية والبيئية التي تمثلها هذه النقاط ، والتي يعود تواجد البعض منها إلى أزيد من 50 سنة مضت كالمتواجدة بدوار تكمي نومزيل (الحداد)، وبالقرب من السوق الأسبوعي حين كانت الجماعة عبارة عن بضعة دور سكنية قديمة هي مخلفات أو نقط قديمة، تتطلب إمكانيات وموراد يصعب على الجماعة توفيرها بالكامل.


وهذا ما أكده رئيس المجلس الجماعي الحالي السيد عبد العزيز أيت عدي، في تصريح لأخبار أوريكة، قائلا إنه ” بفعل التوسع العمراني الكثيف الذي عرفته الجماعة في السنوات الأخيرة، أصبح هذا المطارح النقط قريبة من التجمعات السكنية، مما جعل الجماعة عاجزة عن تدبير هذا المشكل، لما يتطلبه الأمر من إمكانيات مادية هائلة، ليس باستطاعتها حاليا توفيرها إلا من خلال عقد شراكات مع جهات حكومية مختصة، سواء تعلق الأمر بوزارة الداخلية أو الوزارة المكلفة بقطاع البيئة”،وعبر أيت عدي عن تفهمه لمطالب الساكنة اتجاه هذا المشكل، معتبرا أنها “مشروعة” لأنها معاناة حقيقية، ومضيفا أن الجماعة تدرك جيدا صعوبة هذه الوضعية، لكن إمكانيات المجلس لا تمكنه من اقتناء وعاء عقاري آخر لتحويله إلى مطرح نفايات بديل.


وذكر أن الجماعة قامت بمحاولات متعددة لحل هذا المشكل المؤرق، وعملت جاهدة لتجاوز المعضلة المتعلقة بتدبير النفايات المنزلية بالمنطقة، وبالتالي وضع حد لمعاناة الساكنة، وقال بأن هذا الموضوع مطروح، أيضا، على عدة مستويات منها المجلس الإقليمي وعمالة الحوز، مشيرا إلى أنهما بصدد العمل على بلورة حلول مناسبة، من بينها البحث لإيجاد قطعة أرضية تكون مطرحا إقليميا للنفايات، ومشددا على أن هذا المشكل بات يشكل عبئا كبيرا يثقل كاهل الجماعة.


ومن جهتهم، أوضح لنا بعض الشباب المنطقة، أن مشكل النفايات بجماعة أوريكة، المنتجع السياحي والمنطقة العالمية، يواصل إرسال أدخنة وروائح تزكم الأنوف وتعقد عملية تنفس هواء نقي، بل إن فتح النوافذ أصبح في ظل هذا الوضع من المستحيلات وإن هذه الروائح الكريهة المنبعثة نتيجة عملية حرق النفايات المنزلية المتواجدة بهذه النقط وعلى مرمى حجر من الدواوير، لها تأثيرات سلبية على صحة الأطفال، إذ أن عددا منهم يعاني من أمراض الرئوية والحساسية، وذكروا أن الساكنة نادت أكثر مرة بإزالة هذا المشكل، معربة عن رفضها لهذا الوضع المهدد لسلامة صحة الإنسان والبيئة المحيطة.


وقد أكد العديد من السكان، أن هذ النقاط، أصبحت قبلة لمختلف أنواع الحيوانات، له أضرار سلبية على عدة مستويات، إذ إلى جانب تأثيره على التربة والهواء والصحة العامة للساكنة، فهو يساهم بلا شك في تشويه جمالية الطبيعة التي حبا بها الله المنطقة، فعصارة النفايات السامة والخطيرة، وتسرب هذه المواد السامة الثقيلة إلى جوف الأرض، قد يتسبب في تلويث المياه الجوفية.

وناشدت الساكنة المسؤولين للاتفاف إلى هذا المشكل متعدد الجوانب، عبر الدفع في اتجاه بلورة حلول مستعجلة وواقعية، من شأنها وضع حد لمعاناتهم، وإيجاد مطرح بعيد عن التجمعات السكنية، لتفريغ النفايات، في إطار يحترم المعايير المعمول بها، والتي تأخذ بعين الاعتبار حفظ صحة وسلامة المواطنين وحماية البيئة، مع الالتزام وتفعيل القوانين البيئية الرامية إلى حماية وصيانة هذا الإقليم من الأضرار والتداعيات والمخلفات الضارة لهذا المطرح على صحة الساكنة والتنمية الفلاحية المستدامة بالمنطقة.

ودعوى إلى إشراك المجتمع المدني، خاصة منه المختص في الشأن البيئي، في بلورة حلول تهم هذا المطرح، وكذا العمل بشكل تشاركي مع الساكنة للحد من الأضرار التي يخلفها، وإيجاد حل جذري لهذه المعضلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق