غابة سال أو إمين ڭورڭر، متنفس طبيعي بمنطقة أوريكة يواجه خطر “وحوش العقار” والنفايات والرعي الجائر والاجتثاث ...
تتذكر ساكنة منطقة أوريكة ومناطق الجوار غابة جبل سال او إميين ڭورڭر التي يتوسطها كهف إميين ڭورڭر الذي أخذت هذه الغابة الإسم منه، التي هي مقصد للأسر نهاية كل أسبوع، يجمع الناس من أجل الترويح عن النفس وقضاء يوم ممتع تحت الأشجار ووسط المرتفعات الجبلية لأطلس الكبير .
غابة إميين ڭورڭر عبارة عن محمية طبيعية،
تتميز بموقعها الاستراتيجي الذي يطل على واد أوريكة العريق بشكل جعلها منذ سنوات محط أطماع من يسمون في منطقة أوريكة بـ “لوبيات العقار”. فبالرغم من أن غابة “ إميين كركر” تعتبر المتنفس الأخير لسكان المنطقة، بعدما تم الإجهاز على أغلب المعالم الطبيعية من طرف مافيا العقار بالمنطقة، وخلال السنوات الأخيرة تناقص عدد الزوار الذين يقصدون هذه الغابة، ولم يعد هذا الفضاء يستهوي الساكنة، كونه ظل على حاله منذ عقود دون تأهيل يرفع من قيمته السياحية باعتباره مكانا ل”نوستالجيا” المنطقة وروافدها، هي اليوم في حاجة لأن ترجع لها مكانتها في نفوس الساكنة، حتى تستقطب زوارها كما كانت في السابق، وهذا لن يتم إلا بتأهيلها وجعلها متنفسا حيويا بمنطقة أوريكة التي تعرف اكتساحا خطيرا للإسمنت لمختلف جنباتها.
ومن المهم في البداية توسيع المجال الغابوي حتى يشمل حيزا مكانيا أكبر مما هو عليه حاليا، ووضع استراتيجية للحفاظ على الأشجار المتوفرة، وإحداث فضاءات بيداغوجية وتربوية، وتهييئ مسلك للدراجات وآخر للركض داخل الغابة، وفضاءات للعب، وكراس عمومية، إلى جانب فضاء للنزهة، وحديقة النباتات المجالية المحلية، ومدرج أخضر، وتأهيل مسالك العدو الريفي وحدائق موضوعاتية ...
ومن أجل اقتصاد محلي يرقى إلى الحفاظ على مكونات الغابة واستعمالها دون إلحاق الضرر بها، لابد من إحداث ضيعات صغرى ومتوسطة الحجم لدى الساكنة المحلية لتمكينها من استقبال الزوار وتقديم المنتجات المحلية واستغلال فضاءاتها للتعريف بالتنوع الطبيعي والمجالي، وتقديم خدمات سياحية لتشكل البديل للاستغلال المفرط لما تبقى من غابة حوض أوريكة . وأمام الإكراهات التي تتعرض لها المنظومة البيئية بالمنطقة اليوم بسبب الضغوط البشرية المتنوعة، والتي أدت إلى تراجع المجال الغابوي، تبقى حمايتها والحفاظ عليها مسؤولية مشتركة يتقاسمها كل من المواطن والجهات المعنية والمجتمع المدني.
ومن أجل تنمية محلية وسياحة بيئية صديقة للغابة، يبقى التساؤل مطروحا حول مدى نجاعة الاستراتيجيات المتبعة في تنمية الوعي البيئي لدى جميع الفئات العمرية من أجل استعمال عقلاني للغابة وضرورة تهيئة المنتزهات الغابوية بشكل يساير التدفقات الكبيرة على هذا الفضاء الذي وسع صدره كل من ضاقت به جدران بالمنطقة ومراكش، وحتى تستفيد الأجيال القادمة، من الاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع في منتزه ترفيهي يرقى إلى مستوى المنتزهات البيئية النموذجية.
ليست هناك تعليقات